جائزة تميّز للإنجاز المعماري مدى الحياة لعام 2025 يتسلّمُها المعمار عبد الواحد الوكيل خلال النسخة الافتتاحية من مهرجان العمارة العربي في بغداد
منحت جائزة تميّز عن المعماري العربي البارز عبد الواحد الوكيل جائزة تميُّز للإنجاز المعماري مدى الحياة لعام 2025.
جاء تكريم الوكيل خلال حفل توزيع جوائز تميّز في بغداد، والذي أُقيم ضمن فعاليات النسخة الافتتاحية من مهرجان العمارة العربي. وتُمنح هذه الجائزة احتفاءً بدوره الريادي في إحياء العمارة الإسلامية التقليدية، وبإسهاماته الواسعة في المشاريع المعمارية والبحث العلمي، فضلًا عن أثره الدائم والمستمر كمعلّم ومرشد.
وُلِد عبد الواحد الوكيل في القاهرة عام 1943، ودرس الهندسة المعمارية في جامعة عين شمس، وتخرج منها بامتياز عام 1965. ورغم تأثره في بداياته بالاتجاهات الحداثية في التصميم المعماري، إلا أن تجربته التوجيهية تحت إشراف المعماري الكبير حسن فتحي شكّلت نقطة تحول في مسيرته، إذ أعادت توجيه رؤيته نحو الأساليب التقليدية والمحلية في العمارة. ومنذ ذلك الحين، أصبحت مسيرته مرادفًا لإحياء التراث المعماري الإسلامي، من خلال دمج الحِرف المحلية و اعتماد التصميم المتكيّف مع المناخ، ضمن رؤية معمارية تحمل طابعًا خالدًا من الكرامة والغاية.
من بين أوائل أعماله البارزة بيت حلاوة في العجمي في مصر، وهو المشروع الذي نال عنه أول جائزة آغا خان للعمارة عام 1980. وقد شكّل هذا المشروع محطة مفصلية في مسيرته المهنية، إذ اعتمد على التصميم المتجذّر في البيئة المحلية والمتكيّف مع المناخ، ليؤسس من خلاله مساراً معماريًا يجمع بين الابتكار والأصالة.
خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، برز الوكيل كأحد الروّاد في العمارة الإسلامية المعاصرة ، حيثُ أسهمت تصميماته للمساجد في جدة والمدينة المنورة في إعادة تشكيل المشهدين الحضري والثقافي في المملكة العربية السعودية. ومن أبرز أعماله مسجد الملك سعود، الذي أظهر فيه براعته في استخدام الطوب والعقود والقباب، مؤكداً من خلاله على أهمية استدامة تقاليد البناء التراثية في السياقات المعمارية المعاصرة.
امتد تأثير عبد الواحد الوكيل إلى الساحة الدولية، من خلال مشاريع بارزة من أبرزها مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية في المملكة المتحدة، وهو من الاعمال التي تجسّد قدرته على دمج الهوية الثقافية والروحانية مع التميّز المعماري في مناطق جغرافية متنوعة.
وقد حظي الوكيل بتقدير عالمي واسع لإسهاماته المعمارية؛ إذ يُعد المعماري الوحيد الحاصل على جائزتي آغا خان، فضلاً عن نيله جائزة ريتشارد دريهاوس للعمارة الكلاسيكية عام 2009، وجائزة آرثر روس للتميّز في التراث الكلاسيكي عام 2023. تضع هذه الجوائز الوكيل ضمن أبرز المعماريين تأثيرًا في أواخر القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين.
علّق أحمد الملاك، المدير المؤسس لجائزة تميّز، على اختيار الأستاذ عبد الواحد الوكيل قائلاً: “يأتي تكريم المعماري المصري المتميّز عبد الواحد الوكيل هذا العام تقديراً لإنجازاته المعمارية وإسهاماته الكبيرة في تطوير العمارة من خلال أعماله المبنية وأبحاثه المكثفة، فضلاً عن دوره البارز في المبادرات المعنية بالبيئة المبنية، وإرثه التربوي كأستاذ ومرشد يحظى باحترام واسع بين أجيال المعماريين الشباب.”
قُدّمت الجائزة خلال حفل جائزة تميّز الذي يُقام كل عامين، والذي أُقيم ضمن فعاليات النسخة الافتتاحية من مهرجان العمارة العربي، والمنظَّم من قبل جائزة تميّز في بغداد، برعاية دولة رئيس مجلس وزراء جمهورية العراق.
تُكرّم جائزة تميّز للإنجاز المعماري مدى الحياة المعماريين الذين تركت مسيرتهم أثراً عميقاً في المهنة والبيئة العمرانية. وبتكريم عبد الواحد الوكيل لعام 2025، تُحيّي تميّز مسيرة رائدٍ صاحب رؤيةٍ ثاقبةٍ أسهم في الارتقاء بالعمارة من خلال أعماله البحثية والميدانية والتعليمية، ولا يزال يُلهم الأجيال القادمة من المعماريين حول العالم.
وقد قُدمت جائزة تميُّز للإنجاز المعماري مدى الحياة سابقاً للمعماريين العراقيين المميزين بإنجازهم المعماري و الفكري و هم: الدكتور محمد مكية (2014)، الدكتور رفعة الجادرجي (2015)، الدكتور قحطان المدفعي (2016)، هشام منير (2017)، معاذ الآلوسي (2018). و منذ عام (2019)، ضمت الجائزة معماريين من الشرق الأدنى و شمال افريقيا، و قد قُدمت في ذلك العام للمعماري الفلسطيني-الأردني، الدكتور راسم بدران، وفي عام (2020) للمعماري المصري عبد الحليم إبراهيم عبد الحليم.
رعاة جائزة تميّز
تحظى جائزة تميّز برعاية كلٍّ من: شركة 99 للتطوير العقاري، وجامعة كوفنتري، وشركة ديوان للاستشارات الهندسية، ومؤسسة الكوفة – مكية الخيرية، وشركة بونير المحدودة، ومجموعة “ايه . جيه . آي”، ومجلة المدينة المدورة.