أعلنت جائزة تميّز عن فوز “جداريات نفق التحرير” التي نفذها شباب الاحتجاجات العراقية في تشرين عام 2019، بالدورة الأولى لجائزة ضياء العزاوي للفن العام، وهي الجائزة الأحدث، التي أضيفت إلى برنامج جائزة تميّز المتخصصة في مجال العمارة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجها.
وحملت جائزة “الفن العام” – التي ستنظم مرة كل عامين – اسم الفنان العراقي ضياء العزاوي، الذي يعد أحد أهم رواد الفن العربي الحديث،.
بالإضافة إلى جداريات نفق التحرير لفناني انتفاضة تشرين، اختارت لجنة تحكيم الجائزة؛ عملين فنيين في مدينة عمّان وهما جديران بالثناء والإشادة: الأرض المسطحة؛ وهو تركيب معماري متعدّد الأوجه من تصميم استديو ميس العزب. وسمفونية الغياب، وهو جزء من المشروع البحثي”جزيرة 861″ للمعمارية والفنانة الأردنية دينا حدادين.
وخلال اجتماع اللجنة المحكمة بشكل افتراضي لتحديد القائمة القصيرة للجائزة والفائزين، بحث حكام المسابقة في الأعمال الفنية ضمن الفضاء الحضري، التي كان لها تأثيراً تحولياً على المجتمع في العالم العربي بين عامي 2016 و 2021.
وتشكلت لجنة تحكيم جائزة ضياء العزاوي للفن العام من :
- كلوديا ليندرز: مهندسة معمارية ورئيسة هيئة تنسيق الفن العام في أمستردام– هولندا.
- محمود العبيدي: فنان – العراق / كندا.
- فيليب مايكل ولفسون: مهندس معماري وفنان – الولايات المتحدة الأمريكية / المملكة المتحدة.
لمعرفة المزيد عن لجنة التحكيم يمكنكم زيارة صفحة الجائزة
يذكر أن القائمة القصيرة تكونت من ستة أعمال من البحرين، والعراق، والأردن، وقطر، وتم اختيارها من بين 41 مشاركة من جميع أنحاء العالم العربي وهي:
نفق التحرير – فنانو انتفاضة تشرين – العراق
احتفال الحياة – سنان حسين – البحرين
اجتماع العائلة – عبد العزيز يوسف – قطر
أرض مسطحة – استوديو ميس العزب – الاردن
صور على كرسي – علي كريمي وكميل زخريا – البحرين
سمفونية الغياب – دينا حدادين – الأردن
يمكن الحصول على مزيد من المعلومات حول القائمة القصيرة في هذا البيان الصحفي.
الفائزون بجائزة ضياء العزاوي للفن العام 2022
الفائز: نفق التحرير – فنانو انتفاضة تشرين
نوع العمل الفني: جرافيتي
العراق
—
بدء العمل على جداريات نفق التحرير أثناء انتفاضة تشرين عام 2019 في العراق، وقد قام برسم الجداريات العديد من الفنانين الشباب. فقد امتدت أعمال الغرافيتي على طول جانبي النفق، الذي يقع في منطقة منخفضة، تحت ساحة التحرير الشهيرة، وكانت القلب النابض للانتفاضة التي شهدتها معظم مدن العراق.
جَسدت الكتابة و الرسومات على الجداريات، الروح السلمية والطموحة لانتفاضة تشرين، بالإضافة إلى أنها عبرت عن الشعور الجمعي المشترك لمئات الآلاف من المتظاهرين الشباب وملايين العراقيين حول العالم. رسم كل فنان ما يُعبر عن رؤيته الخاصة بدور الفن في العمل الاحتجاجي بدون تنسيق مسبق مع بقية الفنانين، مما منح هذه الجداريات بعداً عفوياً نابعاً من روح الانتفاضة وأحداثها.
تعليق لجنة التحكيم:
“نحن مذهولون بقوة هذه الحركة الفنية، والتي تظهر قوة الجماعة غير الرسمية، باستخدام الفن بشكل نبيل ومتفان.
إنَ الأعمال الفنية في نفق التحرير مهمة على مستويين. محليًا وعالميًا. فعلى الصعيد المحلي، كانت قد ظهرت هذه الجداريات في وقت تم تصوير الانتفاضة فيه على أنها احتجاجات عنيفة، وأن المتظاهرين عدوانيون، ويحاولون زعزعة السلم العام. كانت هذا ذريعة القوات الحكومية لقمع المتظاهرين.
أما على الصعيد العالمي، فقد حظيت هذه الجداريات باهتمام الصحافة العالمية، ومثلت المنتج الثقافي و الفني، الذي جسد لحظة الانتفاضة، ونقل صورة حقيقية للوضع الحالي في العراق وفي الانتفاضة على حد سواء.”
عمل جدير بالثناء و الإشادة: أرض مسطحة – استوديو ميس العزب
نوع العمل الفني: تركيب
الأردن
—
جناح الأرض المسطّحة هو تركيب معماري متعدد الأوجه، يتلاعب بالنظم الهندسية والإمكانات الهيكلية. تم تركيبه في الساحة السفلية لمركز الحسين الثقافي في سياق اسبوع عمان للتصميم عام 2017.
تكمن أهمية العمل في محاولته لتسليط الضوء على الأماكن العامة غير المستغلة، وتفعيلها في مدينة مثل عمّان تفتقر للأماكن العامة المصممة بشكل يتناسب مع احتياجاتها.
تظهر شعريّة نحت الجناح كبيان تصميمي بذاته من وجهة نظر حضريّة. بينما يحقّق حضوره في مكان عام مظهرًا تجميليًّا يساعد على تحسين الإدراك البصري للناس ومشاركتهم الفاعلة في مدينتهم.
تعليق لجنة التحكيم:
“مزيج ناجح بشكل جميل من العمارة والفن، مع أفكار دقيقة وأنيقة في مكانها من حيث صلتها التاريخية الإقليمية. إنه لأمر مثير للغاية أن نرى كيف تعمل الظلال مع الجناح المؤقت. تثير الأرض المسطحة سؤالاً حول التراكيب الوظيفية وكيفية تفاعلها مع محيطها”.
عمل جدير بالثناء و الإشادة: سيمفونية الغياب – دينا حدادين
نوع العمل الفني: تركيب
الأردن
—
سيمفونية الغياب؛ هي جزء من مشروع بحثي مدته سبع سنوات، “جزيرة 861″، أحد أحياء عمّان، والذي يمثل التطهير الرمزي لمستوطنة “عشوائية” مهمشة. حي القيسية هو مستوطنة تم توطينها لأول مرة من قبل مجموعة من اللاجئين الفلسطينيين في الخمسينيات من القرن الماضي على أراضٍ زراعية غير مخططة، وقد خضعت للتهجير والتدمير والهدم بشكل منهجي لتلبية رؤية رأسمالية طوباوية للوادي الذي يفصل بين شرق عمان وغربها، حيث كانت مفاهيم الحداثة تبرر “التدمير” بـ “التقدم”، أو “ثمن التقدم”.
تعليق لجنة التحكيم:
“هدف نبيل ومثير للإعجاب حيث تم تحقيق أفكار الغياب والهدم والتهجير من خلال التركيب والنص البحثي الثوري.”
وقال المدير المؤسس لجائزة تميّز والأكاديمي في جامعة كوفنتري أحمد الملّاك: “نبارك للقائمة القصيرة و العملان المشاد بهما و الفائزين. نحن سعداء باختيار اللجنة، و فخورون بتسليط الضوء على هذه الأعمال الفنية وإسهاماتها في بيئاتها.
اختارت الجائزة جداريات نفق التحرير كأعمال لحركة فنية وليس كفنانين فرديين. جسدت هذه الحركة روح انتفاضة تشرين، وهي الآن تأخذ مكانها الصحيح في تاريخ الفن العراقي.
نأمل أن يؤدي اختيار الأعمال الفنية المتأهلة للمرحة النهائية والفائز إلى تشجيع الفن العام الهادف الذي يستجيب لقضايانا الحالية ويطرح تحديات المستقبل، ويحتفل بالحياة، ويمثل روح عصرنا، ويساهم بشكل إيجابي في النهوض بالفن العام في العالم العربي، مما يُحسن الذائقة الفنية العامة و بالأخص ذائقة المسؤولين عن فضائاتنا العامة، و الذين بالرغم من حسن نيتهم في تطوير هذه الفضائات المؤثرة لايقدمون أو يدعمون ما يناسبها و بالتالي يساهمون بتشويه المشهد الحضري العام.”
—
جائزة تميَز برعاية جامعة كوفنتري، ومجلس الأعمال العراقي في الأردن، ومؤسسة الكوفة – مكية الخيرية، وشركة ديوان للاستشارات الهندسية، وشركة بونير المحدودة، والميثاق العالمي للأمم المتحدة – شبكة العراق، ومجلة المدينة المدورة، وجمعية المهندسين العمانية.