Tamayouz Excellence Award

تعرّفوا على المرشحين النهائيين: لجائزة محمد مكية للشخصية المعمارية الشرق أوسطية دورة 2024 – سميّة السليمان

في هذه السلسلة من المقابلات، نلتقي بالمرشحين النهائيين لجائزة محمد مكية للشخصية المعمارية الشرق أوسطية لعام 2024، الذين لعبوا أدوارًا بارزة في تطور العمارة والبيئة العمرانية في المنطقة.

أُطلقت جائزة محمد مكية عام 2014، وتُمنح كل سنتين للأفراد أو المؤسسات الذين ساهموا في الترويج، التشجيع، والتوعية، وكان لهم تأثير مباشر أو غير مباشر على تطور العمارة والبيئة العمرانية في الشرق الأوسط خلال فترة محددة.

في هذه المقابلة، تنضم إلينا المعمارية سمية السليمان، الرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم في المملكة العربية السعودية، وأكاديمية سابقة تولت مناصب قيادية عديدة. تحدثنا سميّة عن مسيرتها الأكاديمية والمهنية، ودورها في تعزيز الهوية العمرانية من خلال ميثاق الملك سلمان العمراني، وجهودها في تطوير قطاع العمارة والتصميم في المملكة.

نبذة مختصرة شخصية عنكم وعملكم 

اسمي سمية السليمان وأشغل حاليا منصب الرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم وذلك لأكثر من أربعة سنوات ونصف. قبل ذلك كنت أكاديمية لقرابة العشرين عاما شغلت أثناءها عدة مناصب منها عميد كلية التصاميم ورئيس قسم التصميم الجرافيكي ووكيل الكلية للجودة والاعتماد الأكاديمي ومديرة مكتب براءات الاختراع ونقل التقانة جميعها في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل (جامعة الملك فيصل سابقا). درست هناك البكالوريوس في العمارة الداخلية وبعدها الماجستير في العمارة. حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة نيوكاسل أبون تاين حيث قمت بالتدريس أثناء فترة الدراسة وكنت محررة لمجلة علمية لطلبة الدراسات العليا. كان لي شرف أن كنت أحد القيّمتين الفنيتين لجناح المملكة العربية السعودية في معرض بينالي البندقية للعمارة عام ٢٠١٨. كذلك قضيت ١٤ شهر في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا للعمل على دراسات ما بعد الدكتوراه وحصلت وقتها على عدد من الشهادات التنفيذية في القيادة والإدارة والاستراتيجية والابتكار. كذلك كنت عضو المجلس البلدي لأمانة المنطقة الشرقية لمدة تزيد عن أربعة سنوات ونشرت كتاب مقالات. هذه نبذة مختصرة لأهم المحطات وبينها العديد من المحطات الأصغر. 

ماذا يعني لك الترشح التصفيات النهائية والقائمة القصيرة لجائزة محمد م مكية للعمارة 

أسعدني الترشح لجائزة محمد مكية للعمارة وارتباط اسم الجائزة بالمعماري الراحل القدير محمد مكية هو ما يجعلني أسعد أكثر، حيث أنه كان لي شرف لقاءه في مدينة لندن أثناء تحضيري للدكتوراه. كانت لي فرصة اللقاء به و استقبلني – رحمه الله -أفضل استقبال. لن أستطيع بكلمات بسيطة أن أعبر عن تقديري لشخصه وما قدم للعمران أثناء مسيرته الحافلة. 

الترشح لهذه الجائزة كذلك دافع لمزيد من العمل والاجتهاد لخدمة قطاع العمارة والتصميم والاقتداء بما قدمه الأساتذة من قبلي لنبني سويا مستقبلا عمرانيا أفضل.

القارئ للمشهد العمراني للمملكة العربية السعودية يلاحظ أن التركيز على الهوية العمرانية من خلال ميثاق الملك سلمان العمراني أصبح توجها عاما ليس فقط في تخصصات العمارة وإنما يشمل مختلف الجوانب كهوية وطنية مثل الأزياء وغيره فاخبرينا عن ما يحدث في المملكة وعن أدواركم القيادية والتنفيذية الحكومية في تعزيز هذه الهوية

إن التنمية الثقافية في المملكة تحظى بدعم قوي لتمكين شتى القطاعات الثقافية و هذا يشمل جوانب الاكتشاف والتوثيق ونشر الوعي عن الهويات المختلفة في شتى أنحاء المملكة على مستوى العمران؛ فإن ميثاق الملك سلمان العمراني هو محرك أساسي كونه استراتيجية وطنية لتوجيه العمران. ندعو من خلال الميثاق أصحاب المشاريع والمعماريين للعمل تجاه إنتاج عمران مبني على القيم وهذا توجه مميز كونه يساعد في تشكيل هويات متجددة من خلال الاستناد على الموروث الثقافي والاجتماعي والبيئي. تطبيق الميثاق يختلف من منطقة إلى أخرى كون المدخلات من حيث الإرث العمراني ومحددات احتياجات المشاريع مختلفة. بهذه الآلية ننتج عمرانا يخدم الإنسان والمكان والسياق التاريخي من خلال استعمال مسؤول للموارد. من الجميل أن الميثاق لم يكن يوما مستندا فقط بل أصبح بتوسع مستمر منهجية دخلت في استوديوهات التصميم في الجامعات والمكاتب المحلية والعالمية وأصبحنا نشهد بالفعل انعكاسات ذلك في شتى المجالات.

منذ تأسيس هيئة فنون العمارة والتصميم بوزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية يلاحظ أن هناك عددا من المبادرات والتي استهدفت تغيير نوعيا في المجتمع حدثينا باختصار عن أثر هذه المبادرات على السوق السعودي

لدى هيئة فنون العمارة والتصميم استراتيجية طموحة تعنى بتنظيم القطاع والنهوض به وهذا يعني عمل واسع لتخصصات القطاع بشكل شامل وهي العمارة، وعمارة البيئة، والتخطيط والتصميم الحضري، والتصميم الداخلي، والتصميم الصناعي، والتصميم الجرافيكي. لدينا ٣٣ مبادرة تندرج تحت ٦ برامج وهي تتناول تنظيمات وسياسات تصحح وضع الممارسة ومحفزات لنمو القطاع كما أنها تدعو للتميز الأكاديمي. عملنا يشمل كذلك الجانب الاقتصادي للقطاع من حيث تنويع مصادر الدخل وزيادة الوظائف الإبداعية وجذب الاستثمارات. كذلك نعمل على تنمية المواهب من خلال برامج منوعة تقدم ابتداء بالأطفال وحتى سن التقاعد من خلال التعليم المستمر. أما البحث العلمي ونشره فهو من أولوياتنا حيث وضعنا استراتيجية متكاملة لدعمه ونشر الوعي والعلم من خلال مبادرات جماهيرية مثل تفعيل السياحة المعمارية وإنشاء متحف للعمارة والتصميم وغير ذلك. لدينا عدد من المبادرات الجماهيرية مثل ديزايناثون (هاكاثون التصميم) ومبادرة “صمم بإحسان” لتفعيل مجتمع العمارة والتصميم لخدمة المجتمع وعدد من المسابقات المنوعة. كذلك لدينا مبادرة خاصة لدراسة حالة القطاع حيث صدر التقرير الأول ونعمل حاليا على التقرير الثاني الذي يتعمق في موضوع الممارسة والمكاتب المعمارية وذلك لدعم اتخاذ القرار وتوجيه السياسات. 

كذلك لدى هيئة فنون العمارة والتصميم عدد من الفعاليات داخل المملكة مثل منتدى تعليم العمارة والتصميم ومؤتمر أبحاث العمارة والتصميم وسوف ننظم قريبا مؤتمر خاص بالاستدامة حيث أن تحقيق الاستدامة هو هدف استراتيجي لنا. 

واحد من الجوانب التي تتميز بها جائزة مكية أنها تمنح للشخصية المعمارية الشرق اوسطية وهذا يتطلب تأثيرا على مساحة جغرافية واسعة وعليه حدثينا عن مدى إمكانية نقل هذا التأثير في المشهد السعودي إلى المناطق الأخرى المجاورة. 

كل ما نقوم به من مبادرات ومشاريع له صدى واسع لعدة أسباب. فنحن اليوم نعمل في ظل غياب مؤسسات مشابهة لنا من حيث نطاق العمل وهذا يجعل الأنظار تتجه لما نقوم به. بينما نحن ننظم وندعم القطاع والممارسين نجد أن لدينا القدرة من الاستفادة من التجارب السابقة للدول المختلفة والإبداع في ما نقدمه. 

فعالياتنا من مؤتمرات ومنتديات وفعاليات هاكاثون التصميم، وجميعها لها جماهير محلية ودولية وهذا يثري الحوار ويوسع دائرة التأثير. ولكن حتى على مستوى تنظيمي فإننا رواد في المنطقة من حيث العمل على تصحيح وضع العمارة بالنسبة للهندسة. في المملكة والدول العربية هناك سيطرة غير صحية للقطاع الهندسي على العمارة والبيئة المبنية وهو ما نحن بصدد تصحيحه ونتوقع أن نكون الأوائل وأن هذا سوف يدعو الكثير من الدول للعمل بالمثل. 

المطلع على سيرتك الذاتية يجد أنك لست معمارية وقيادة فحسب بل لديك إسهامات في مجالات أخرى؛ وقد صدر لك كتاب فحدثينا عن أهمية هذا التنوع في حياة المعماري

أعتقد أن المهن والمؤهلات الدراسية هي جزء من كلّ؛ ولذلك لا يمكن أن نعرف الإنسان فقط من خلال ما درس أو يعمل. جميعنا لدينا القدرة على العطاء خارج هذه الحدود التقليدية. أشكر الله أن أعطاني حب التعلم والاطلاع ولذلك أجد نفسي أجرب أشياء كثيرة وأقدم على أمور خارج الاختصاص. لعل أحدها كان كتابة المقالات التي كانت بالنسبة لي فرصة للانعكاس الذاتي على ما أعيش وأقرأ. نشرت هذه المقالات بشكل أسبوعي في الجريدة وبعد عدة سنوات جمعتها في كتاب بعنوان “على خد الكون”. أعتقد أنه من الضروري على المعماري والمصمم والمبدع في أي مجال أن يوسع مداركه وتجاربه كونها تثري الإنسان وما يقدمه بشكل عام.

كيف تقرأين مستقبل المشهد العمراني في المملكة العربية السعودية وفي منطقة الخليج العربي خصوصا وهل بالإمكان أن تقدم العمارة المحلية حلولا التحديات التي تشهدها المنطقة فيما يخص الهوية

أعتقد أن العمران وكل من لهم دور في تشكيله يحملون على عاتقهم مسؤولية كبيرة. الهوية وانعكاساتها فقط جزء بسيط ظاهر بينما التحديات كثيرة ومنوعة؛ فالعمران موجود لخدمة الإنسان والمجتمعات وهو نوع من تنظيم الثروات وتوزيعها و من هذا المنطلق لا بد أن نفهم العمران في مجمله وما يمكن أن يكون عليه من خلال التحديات الكثيرة والمصالح المختلفة التي تتنافس في تشكيله. لا بد أن نعي التعقيدات الفكرية والعملية التي تحيط حوله وعلينا أن نعي أن الحوار والنقد البناء جزء أساسي من العمران. بهذه الطريقة نتفادى تسطيحه في الشكليات ونتعامل معه كواقع متغير كتغير المجتمعات  التي تسكنه.

سلسلة “لقاء المرشحين النهائيين” تقدم مجموعة من المقابلات مع الأفراد الذين وصلوا إلى القائمة القصيرة لجوائزنا. سميّة السليمان مرشحة لجائزة محمد مكية للشخصية المعمارية الشرق أوسطية لعام 2024، والتي تكرم الأفراد أو المؤسسات الذين ساهموا في الترويج، والتشجيع، وحملات التوعية، وكان لهم تأثير مباشر أو غير مباشر على تطور العمارة والبيئة العمرانية في الشرق الأوسط خلال فترة زمنية محددة.

Stay tuned

Receive All the Tamayouz Updates

Skip to content